بسم الله الرحمن الرحيم
يقول بشر كنت يوماً ماشياً بطريق وإذا أنا بحيفة ملقاة في الطريق
فتناولتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم فجعلتها في جيبي
وكان عندي درهمان فإشتريت بهما طيباً وطيبت الصحيفة
ونمت تلك الليلة فسمعت في المنام قائلاً يقول : يا بشر رفعت أسمنا
عن الطريق وطيبته لأطيبنّ اسمك في الدنيا والآخرة
وفي اليوم الثاني كان لي رفاق ألهو معهم فمر بنا رجل من الصالحين
فدق الباب فخرجت له جارية فقال صاحب هذه الدار ((( حر أم عبد ؟)))
فقالت : بل حر فقال : صدقت لو كان عبداً لأستعمل أدب العبودية وترك اللهو
والطرب . فسمعت محاورتهما فسارعت إلى الباب حافياً حاسراً
وقد ولى الرجل فقلت للجارية ويحك من كلمك على الباب ؟فأخبرتني بخبر الرجل
فقلت :أي ناحية أخذ الرجل ؟ فقالت: كذا فتبعته حتى لحقته فقلت يا سيدي
أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية ؟ قال نعم قلت أعد علي الكلام
فأعاده فمرغت وجهي في التراب وقلت بل عبد بل عبد
ثم لم أنتعل حذاءاً بعد ذلك لأن مولاي ما صالحني إلا وأنا حافي